” لا عذر” 16 يوم لمواجهة العنف ضد النساء، هل تكفي؟

كتابة :
ميرنا مورا

“اكتشفت أني أتقاضى 10% من مستحقاتي كمراسلة تلفزيونية لقناة مرخصة، ومدير المكتب يأخذ 90%، وذلك مدة سنة كاملة، لمن أشتكي؟ ومن يضمن حقي؟، ومازال مدير المكتب على رأس عمله، تقول “هدى محمد اسم مستعار لمَوج

 

عنف ضد العاملات

 

حالةُ هدى ليست استثنائية، تتعرض الصحفيات سواء العاملات في وسائل إعلامية، خاصة، عامة، ومستقلات، للعديد من أنواع العنف، الاقتصادي، اللفظي، الجنسي، وغيره، مايدفع بعضهن في أغلب الأحيان لترك العمل بهذا المجال، والبحث عن مجالات عمل أخرى، لكن هل لو تم تعديل بنود قانون اتحاد الصحفيين، وأصبح هناك مواد متخصصة بالصحفيات وأشكال العنف الموجهة ضدهن، تبقى الحال على ماهي عليه؟
ضمن سطور هذا التقرير قصص لصحفيات، تعرضن لمختلف أشكال العنف أثناء العمل، وحفاظاً على رزقهن وأمنهن، امتنعن عن ذكر أسماؤهن الصريحة.

 

خارج القانون!

 

لا يوجد إحصائيات رسمية عن حالات التحرش المُبلّغ عنها في الإعلام السوري من قبل صحفيات، إن كان هناك من تجرأت وبلغت عن أي نوع كان من التحرش، وفي دراسة نشرتها لجنة دعم الصحفيين في لبنان، أن سيدة من أصل ثلاث سيدات عاملات في قطاع الإعلام العربي، تتعرض للتحرش، وسجلت مصر أعلى نسبة (34%)، بينما سجلت فلسطين أدناها(20%)، فيما تحافظ الكثير من الصحفيات بسوريا على حالات التحرش التي تعرضن لها، لتبقى تؤذيهن نفسياً، دون وجود قانون يكفل حقوقهن.
وعن قصتها مع التحرش تتحدث الصحفية “نورا علي اسم مستعار قائلةً” التحرش كان سبباً بابتعادي عن المهنة لفترة طويلة، حيث تعرضت لتحرش جنسي ولفظي في أول مقابلة عمل لي في المجال الإعلامي ، ولم أجرؤ أن أخبر أحداً، لأن نظرت المجتمع تجرم المرأة دائماً، وستتهمني بأن ملابسي غير محتشمة وغير ذلك”
بينما الأمر مختلف لدى الصحفية ” وفاء سمير- اسم مستعار”، التي تعرضت لعنف لفظي قبل دخولها سوق العمل ومنذ بداية دراستها في كلية الإعلام، كونها فتاة محجبة، قائلةً:
“أكثر ماكان يقهرني جملة، محجبة وبتدرسي إعلام !! اكيد رح تلاقي صعوبة انك تلاقي شغل بمجال الإعلام لأنك محجبة !! ”
بينما حوربت الصحفية ” بتول حسن- اسم مستعار” بتحرش من نوع آخر وربما أقسى تتحدث عن تجربتها لمَوج قائلةً: اعتقدت أن يبصر مشروع تخرجي من كلية الإعلام نور الحياة، وأصبحت أبحث عن من يتبنى المجلة التي صممتها وحررتها بكل إصرار، إلى أن اتصل بها صاحب دار نشرٍ يدعوها لمكتبه، وعرض عليها الزواج السري مقابل تبني المشروع، ومع أول تعرضٍ للتحرش دفنت حلمها ومشروعها.
أما الصحفية “راما الحسين – إسم مستعار” ، تعرضت للابتزاز والعنف الفكري والاقتصادي، حيث سرق رئيس تحرير أحد مجلات الأطفال تعبها، وضع اسمه على مادتها كافتتاحية للمجل، ولم تستطع أن تفعل شيئاً حفاظاً على رزقها
تعيش الكثير من الصحفيات، على أمل تعديل قانون يحميهن، ويحمي حقوقهن المتعلقة بالعنف الذي يمارس عليهن، بكل أشكاله، وذلك ببنود مستقلة وواضحة المعالم والمعاني.


“تعيش الكثير من الصحفيات

على أمل تعديل قانون يحميهن”

ميرنا مورا