أخبار مضللة لتعزيز كراهية السوريين في تركيا

كتابة :
كاتب ضيف

أخبار مضللة لتعزيز كراهية السوريين في تركيا

كذب وتضليل لتأجيج نار الكراهية

تنامى في الآونة الأخيرة خطاب الكراهية ضد السوريين المقيمين في تركيا، وشكلت الأخبار المضلِّلة والشائعات بيئة خصبة لهذا الخطاب، بحسب ما رصدت وسائل إعلام محلية ودولية مختلفة.

وقابل الخطابات المناهضة للاجئين/ات مواقف مساندة لهم من قبل أتراك ظهرت في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

نشرت شبكة (أريج) بمناسبة اليوم العالمي للاجئين في حزيران هذا العام فيديو توضح فيه انتشار صور مزيفة تزيد من خطاب الكراهية ضد السوريين من اللاجئين/ات في تركيا، حيث نشر موقع تركي خبراً بعنوان (هجرة الأفغان إلى تركيا تقلق السوريين.. سنصبح أقلية في بلادنا)، وترافق نشر الخبر مع صورة تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لاحقاً، يظهر فيها محتجون سوريون يحملون لافتات كتب عليها عبارات مستنكرة لاستقبال تركيا للاجئين أفغان، لكن الصورة كانت مزيفة والعبارات المكتوبة معدلة، في حين أن الصورة الأصلية التقطت في سورية.

 

لا امتيازات ولا رواتب من الحكومة التركية

 

ونشر رئيس حزب (النصر) فيديو لرجل يتكلم اللغة العربية، ويشكر الحكومة التركية على منحه جواز سفر أخضر “خاص” ( تفتح هذه الوثيقة في تركيا المجال للتنقل في 165 دولة من دون تأشيرة سفر “فيزا”). وقد خلّفت التغريدة الأصلية منشورات عنصرية أخرى، قارن فيها بعض المستخدمين حال المواطن التركي مع حال اللاجئ الذي “يتمتع بامتيازات أكثر من المواطن التركي”. لكن في الواقع تلك حالة استثنائية، فلم يمنح الجواز الأخضر للاجئين سوريين. بحسب ما كشفه فريق (مراقبون) في  قناة (France 24) والذي كان يهتم بتتبع صحة الصور والفيديوهات المنشورة عن اللاجئين/ات في حزيران 2022.

وادعى أتراك أن سوريين يحصلون على رواتب من الحكومة التركية، وفي رد نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتكلي على تلك المزاعم : “إن بلادنا لا تقدم أي مساعدة في الراتب للسوريين، بينما يقدم الاتحاد الأوروبي المساعدات المالية لهم”. وفقاً لموقع (Turkey Today) في أيار الماضي.

 

المساعدات لمواجهة الفقر والعوز فقط

 

وتشير دراسة استقصائية حول خطة رئيسية للمساعدة النقدية والتابعة لبرنامج الأغذية العالمي في تركيا إلى أن الدعم الممول من الاتحاد الأوروبي، ساعد في الحيلولة دون وقوع 1,7 مليون لاجئ/لاجئة من الأكثر ضعفاً –معظمهم من السوريين- في درك أعمق من الفقر.

طبقاً لما نشر موقع (الأمم المتحدة) على الإنترنت في آذار 2020. انضم برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي إلى الحكومة التركية والهلال الأحمر التركي لإطلاق شبكة الأمان الاجتماعي للطوارئ (ESSN) في أواخر عام 2016، وهو برنامج يوفر مخصصات نقدية شهرية للاجئين/ات الأكثر ضعفاً. وبفضل الشبكة يتلقى كل فرد من أفراد العائلة المؤهلة ما يعادل 19 يورو شهرياً؛ علاوة عن مساعدات أخرى وفقا لعدد أفراد العائلة.

 

الممارسات العنصرية خلقت التعاطف

 

إن الأمثلة عن تأثير الشائعات والأخبار المضللة في خلق خطاب عنصرية وكراهية كثيرة، وقد تعرضت محال وسيارات تعود ملكيتها لسوريين/ات، في ولاية أضنة للتكسير، من قبل أتراك في أيلول 2019، بعد انتشار شائعة تقول إن شاباً سورياً تحرّش بطفل تركي، وقبل أن يتبيّن لاحقاً أن الشاب المتهم تركي الجنسية يبلغ من العمر 15 عاماً، ويملك سجلًا جنائياً، بحسب بيان صادر عن الولاية.

وقد أعرب مواطنون/مواطنات أتراك آنذاك عبر منصات التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم مع المتضررين السوريين/المتضررات السوريات في الحادث مطالبين السلطات بمحاسبة المتهمين بالاعتداءات.

أشار وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إلى أن عدد السوريين الذين يعيشون في تركيا تحت بند الحماية الدولية بلغ حوالي 3,7 مليون، ويتوزعون بشكل رئيس في عدة ولايات في مقدمتها اسطنبول، ثم غازي عنتاب، فهاتاي، وفق ما نقل موقع (الحرة) عن صحيفة “حرييت” التركية في شباط الماضي.

ويعيش أكثر من 98% من السوريين في المدن والمناطق الريفية، في حين يعيش أقل من 2% منهم في 7 مراكز إيواء مؤقتة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء (الأناضول) عن سيلين أونال المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا في حزيران 2020.

 

مواجهة الكراهية وتعزيز التسامح والحوار

 

يُذكر أن (الجمعية العامة للأمم المتحدة) تحدثت عن مخاوف كبيرة بشأن “الانتشار المتسارع لخطاب الكراهية” في جميع أنحاء العالم، واعتمدت قراراً بشأن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في مواجهة “خطاب الكراهية”. ينص القرار على ضرورة مكافحة التمييز وكراهية الأجانب وخطاب الكراهية، ويدعو جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة، بما في ذلك الدول، إلى زيادة جهودها للتصدي لهذه الظاهرة، وبما يتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

يوم دولي لمكافحة خطاب الكراهية

 

هذا وقد أعلن القرار يوم “18 حزيران” يوماً دولياً لمكافحة خطاب الكراهية، والذي سيتم الاحتفال به لأول مرة في عام 2022. بحسب ما نشر موقع الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت. وتحظر المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية المشكلة للتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف.

“عدد السوريين الذين يعيشون في تركيا تحت

بند الحماية الدولية بلغ حوالي 3,7 مليون 

سليمان صويلو