محل الخرداوات لأنثى في مجتمع شرقي

كتابة :
أميرة مالك

وسط محلها المليء بأكوام الخردة والحديد والمواد المخصصة للتمديدات الصحيّة، تجلس مايا ولها من العمر ثلاثون عاماً، تنهمك في أعمالها بتصليح معدات كهربائية وبيع الخرداوات، وتتحدث عن عملها بابتسامة كبيرة، ووجه يملؤه التعب.

“في عالم بتحكي وبتقول عني أني بشبه الصبيان، حكيهم ما بيهمني، بضحك وبقول، بس أنا بشبه البنات. المهم أنا وأهلي عايشين بكرامة، وماحدا عم يستغلنا”.


وسط مجتمع شرقي

اعتادت مايا على العمل في هذا المحل الواقع وسط حيّ الدويلعة شرق دمشق مع أخيها الأكبر، حيث كانت مسؤولة عن الأمور المالية، لكن اختفاء الأخ منذ حوالي عامين أجبر الفتاة على القيام بكافة الأعمال وحدها لتحافظ على مصدر رزق العائلة الوحيد. هذه الأعمال تتضمن بيع وتصليح الخرداوات ومستلزمات التمديدات الصحية والكهربائيات.

استطاعت مايا خلال سنة ونصف حفظ معظم أسماء وأنواع المعدات التي تبيعها، واكتسبت خبرة جيدة في مجال تجارتها وإصلاحها، حتى أنها باتت تتسوق البضائع بنفسها من سوف المناخلية في دمشق، وهو سوق لا يعمل فيه عادة إلا الرجال.

“لو بدي اسمع حكي الناس، بحياتي ما اشتغلت هالشغلة”، تقول مايا مشيرة إلى ما يحتويه المحل من أغراض وتضيف: “في بداية عملي كنت خجولة للغاية، حتى أنني كنت انتظر أخي الأصغر ليقوم هو بإغلاق قفل المحل. الآن اعتدت المكان والعمل وأصبح الأمر بالنسبة لي ولمن حولي عادياً للغاية“

ولا تنكر مايا بأن الأمر متعب وصعب خاصة في مجتمع شرقي كالذي تعيش فيه، لكنها تعلم بأن عليها التكيف مع ظروف حياتها وأن تكون على قدر المسؤولية لتتمكن من إعالة عائلتها. وعلاوة على ذلك، تحرص كل يوم أحد على أن تتزين وتذهب للقداس الأسبوعي في الكنيسة القريبة بأبهى حلة، فهي ترغب بأن تبقى جميلة وألا توصف بأنها امرأة مسترجلة، كما يحلو للبعض أن يقول.

“ناطرة أخي يرجع، ليشوف أنو تعبو ما راح عالفاضي، وأني كنت قد الحمل يلي تركلي ياه”، تقول في ختام حديثها.


حافظت على انوثتها

ولا تنكر مايا بأن الأمر متعب وصعب خاصة في مجتمع شرقي كالذي تعيش فيه، لكنها تعلم بأن عليها التكيف مع ظروف حياتها وأن تكون على قدر المسؤولية لتتمكن من إعالة عائلتها. وعلاوة على ذلك، تحرص كل يوم أحد على أن تتزين وتذهب للقداس الأسبوعي في الكنيسة القريبة بأبهى حلة، فهي ترغب بأن تبقى جميلة وألا توصف بأنها امرأة مسترجلة، كما يحلو للبعض أن يقول.

“ناطرة أخي يرجع، ليشوف أنو تعبو ما راح عالفاضي، وأني كنت قد الحمل يلي تركلي ياه”، تقول في ختام حديثها.

“لو بدي اسمع حكي الناس بحياتي ما اشتغلت هالشغلة”
مايا