أهميّة المجوز في القلمون الغربي

أهمية المجوز في القلمون الغربي

ارتبط المجوز ارتباطاً وثيقاً بالتراث اللامادي في منطقة القلمون، واستُخدِم في العديد من الثقافات العربية، كما لعب دوراً مهماً في الموسيقا والأغنية الشعبية اللتي تعد جزءاً لا يتجزأ من ذلك التراث وتختلف من منطقة لأخرى لكن تبقى مميزة بنكهة خاصة من كلمات وألحان في القلمون. 

 أصل المجوز في القلمون الغربي:

 تعود آلة المجوز التراثية للرعاة، حيث اشتهرت منطقة القلمون قديماً بمهنة الرعي واعتمد الأهالي عليها بشكل كبير في تأمين المنتجات الغذائية لمنازلهم أو بيعها لتصبح المصدر الرئيسي لرزقهم. 

وكان الراعي يعزف ألحانه جانب قطيعه على مجوزه الخاص الذي اخترعه من القصب لينسى عناء المشي الطويل في النهار ضمن أراضي القلمون. 

المجوز تعني “مزدوج ، آلة موسيقية شرقية مكونة من أنبوبين متساويين في الطول تحوي خمسة أو ستة ثقوب يتطلب العزف عليها تقنية ” التنفس الدائري” فما هو ؟ 

يعتبر سحب الهواء من الخارج إلى الداخل والتحكم به داخل الآلة مع حركات مرافقة للأصابع على الثقوب المتدرجة أصعب أمور العزف عليه وما يجعل العازف عليه متشنجاً أثناء العزف، كل ذلك أدى إلى قلة العازفين وغياب الآلة سنوات عدة لتعود اليوم بفضل الاهتمام من محبي التراث في منطقة القلمون. 

ومن عازفي المجوز في منطقة القلمون، “اسماعيل نوح” و” هارون البريدي” في ديرعطية . 

تنتقل ثقافة المجوز والعزف عليه من خلال دروس خاصة يتعلمها الجيل الجديد ومن معلومات الموهوبين القدماء المختصين بهذه الآلة. 

المجوز وأهميته في حفلات القلمون : 

غياب آلة تراثية كالمجوز ليس إلا دليل لعودتها بقوة وإثبات وجودها في سهرات أهالي جبال القلمون وأفراحهم. فللمجوز أثر واضح في الردات الزجلية والدبكة وإحياء الأعراس في منطقة القلمون التي باتت تقدم بقالب يظهر ارتباط الموسيقا بالحياة الاجتماعية السائدة، لكن كل نوع من موسيقا المجوز له شعبية  خاصة بما يتناسب مع المنطقة المأخوذ منها. 

فالنوع الأول يسمى “دقة أولى” تكون الموسيقا هادئة والإيقاع بطيء ليناسب كبار السن ومصدرها منطقة البادية، أما “الدقة الثانية” يكون الإيقاع سريع ليناسب جيل الشباب مصدرها هو جبال القلمون. 

الأغاني الشعبية في منطقة القلمون الغربي:

بالنسبة لأشهر الأغاني الشعبية في منطقة القلمون فهي ” الله يلي رحمتك نرجاها” و”الهوارة” و”الزلف” و”الدلعونا” لتكون هذه الأغاني ذاكرة حية مستدامة نتعرف من خلالها على تاريخ أجدادنا وتراثهم. 

المجوز عاد من جديد في القلمون ليعيد الذاكرة لألحان قديمة يرتبط كل منها بمناسبة ومعنى يعرفه أهالي جبال القلمون ويسعدون بعزفه، لتكون الموسيقا مصدر الإمتاع للحضور المتعطش للفن الشعبي التراثي..

وعازف المجوز يؤدي ألحانه بانسجام مع آلته المرتبط بها لعقود طويلة لينشر موسيقا تراثية بين جيل الشباب وكل من يهوى هذه الفنون، لطالما شكلت المخزون لموسيقا الجبل وفنونها المتنوعة التي نتعرف لأصولها وطرائق عزفها من كل من أتقن هذه اللوحات الجبلية الحقيقية.