تختلف قصص الناس في طريقة سردها وتسلسل أحداثها وفي أماكنها وشخوصها، لكن يحصل أن تتفق هذه القصص في خطها العام إذا ما توحدت في المكان..

في حمص تشكلت قصتي، وقصص بعضكم ، كمكان ننتمي جغرافياً إليه، ليقال عنا حمامصة أو حماصنة.  وتشكلت بعض من قصصنا خلال الثورة السورية كسوريين  في مكان أشعرنا بالانتماء الروحي إليه، ولو اختلفنا في أماكن الولادة والأصل والنسب. إذ أدركنا حقيقة أن حمص في قلب سوريا، وفهمنا حينها أن استقرار سوريا من استقرار حمص والعكس صحيح.

لماذا أكتب لحمص؟

تقول القصة: أنه وفي إحدى صباحات حمص قبل سقوط النظام السابق، صدح موال سبعاوي للمنشد الحمصي( عماد التدمري) عبر أثير برنامج صباحي لإذاعة محلية، موال سبقته بضع كلمات  في اشتياق حمص لأبنائها الذين هجروها..لقد كان موال (سنّ القلم) وبصوت صاحبه، من مرثيات الحمامصة في الثورة السورية، كيف لا وهو في قلب كل من هجر بيتا، فسنّ القلم سنّاً، وكتب لحمص وداداً كما يقول مطلع الموال؟.

يومها، مرت تلك اللحظات عليّ، بكامل خوفها وصدقها، وباكتراثٍ قليل  لمخاطر مخالفة السياسة العامة للقنوات الإعلامية الحكومية. وتأكد لي  أكثر أن الكتابة تحرر النفس من الخوف بأشكال مختلفة.

قصص أمل، بانتظار من يكتبها:

أما عن قصص الناس هناك، فنتلمس فيها الشوق العظيم للحياة وبصورة  أفضل مما كان عليه قبل تاريخ 2024/12/8، فنشتاق أن نكتب عنها الكثير . إن ماضي حمص المؤلم خلال سنوات الثورة، لم ولن  ينفي صفة الفرح عن أهلها، ولو سرقتهم الأحزان. فهناك قرب ساحة الساعة الجديدة، تجد مقهى (الفرح التراثي) حيث تعلو  أصوات النقاشات حول واقع اليوم دونما خوف ووجل. وفي الأحياء المدمرة تنشط عمليات إزالة الأنقاض من قبل الدفاع المدني، وإنارة الشوارع الحيوية، ورفع الكتل الإسمنتية التي قطعت أوصال المدينة لسنوات طوال مضت.

وإن بدا الطريق شائكاً، إذا ما نظرنا بكل موضوعية لواقع السلم الأهلي بحمص، لكن المنطق يقول أنه كلما كانت الخطوات أسرع باتجاه العدالة الانتقالية دون انتقام، سيكون تحقيق السلم الأهلي في حمص وسوريا كلّها تحصيلاً حاصلاً.

بقلم دينا عبد الله