“مامانويل” تنشر الفرح والسلام في شوارع دمشق

كتابة :
أميرة مالك

بكنزة سوداء كتبت عليها كلمة “سلام”، وقبعة وسترة حمراء وبيضاء، تجولت حلا حرب في أحياء دمشق القديمة خلال أسبوع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وهي تنشر فرحة العيد بطريقتها الخاصة.

على مدار ساعات، وزعت حلا –ولها من العمر ثمانية عشر عاماً- ما يقارب المئتي هدية على أطفال وعجائز ونساء ورجال من المارة، راسمة على وجوههم ابتسامات عريضة أملاً بنسيان أوجاع الحرب.


بداية الفكرة

 

“الفكرة بدأت بمبادرة شخصية مني. أعيش في الإمارات العربية المتحدة حيث أدرس الإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي، وأزور سوريا في الإجازات، وعلى الأخص دمشق، ومدينتي السويداء. في هذه الإجازة قررت أن أتحدى غمامة الحرب التي ظللت دمشق لسنوات وأفقدت الناس السلام وأجبرتهم على العيش بقلق وخوف دائمين”.

اشترت حلا مجموعة من الورود وأقنعة بابانويل والهدايا الصغيرة والتي وضعتها داخل أكياس وأرفقت معها رسائل كتبتها بخط يدها وتمنت فيها عاماً جديداً أفضل. ارتدت كنزة اقتنتها خصيصاً للمناسبة مع كلمة “سلام” بيضاء كبيرة خطت على ظهرها، وهي الكلمة التي تلخص رسالتها، “فالسلام هو ما يحتاجه السوريون اليوم”.

وعندما بدأت السير من باب توما باتجاه باب شرقي مروراً بأحياء المدينة القديمة وأزقتها، تفاجأت بعشرات الشباب والشابات وهم يسيرون معها، ليشاركوها مبادرتها التي تصفها بأنها “تهدف للأمل أولاً، وللتغيير ثانياً، فالناس بحاجة لأي بادرة تعطيهم بعضاً من الأمل بغد أفضل”.


انتم الأمل

 

وتتذكر حلا بشكل خاص وجه رجل عجوز ابتسم لها ابتسامة عريضة وهي تعطيه إحدى ورودها ليقول لها “أنتم الأمل. أنتم من سيعيد لنا ما فقدناه من سوريا”، وتضيف: “زرع الأمل والمحبة لا يتطلب الكثير. لسنا بحاجة للكثير من النقود لنرسم ابتسامة على وجه متعب. ما تحتاجه سوريا اليوم حقاً هو إعادة بناء الأرواح قبل كل شيء، قبل الأبنية والأحجار. هو درس علمتني إياه الحرب”.

وبعد عدة ساعات، فرغت جعبة حلا من الهدايا، لكنها استمرت بالسير مع من رافقوها، فردود أفعال الناس حولها كانت مشجعة للغاية، حتى أنها صارت تعرف في المنطقة باسم (مامانويل دمشق)

” ما الفرق بين بابانويل ومامانويل؟علينا جميعاً أن نحاول –ولو بفعل بسيط- أن ندخل الفرح لقلوب من حولنا، وأعتقد بأنني سأعيد الكرّة العام المقبل وفي أكثر من منطقة سورية”

علينا جميعاً أن نحاول ولو بفعل بسيط

أن ندخل الفرح لقلوب من حولنا

حلا حرب