سوريات يتركن بصمة مميزة في مخيمات اللجوء بالأردن

كتابة :
لارا شاهين

نحن منتجات ولسنا لاجئات

 

“تركنا بصمة كبيرة، النساء السوريات لسن بحاجة مساعدة من أحد، نحن قادرات على أن نكون منتجات”.

هذا ما تقوله لارا شاهين مديرة مؤسسة “Jasmine” التي تعمل على تمكين المرأة السورية اقتصاديا في بلاد اللجوء، من خلال تطوير مهاراتها الحرفية واليدوية.

المؤسسة التي تديرها السيدة السورية بوجود شريكة أردنية في عمان في الأردن ويعمل بها الآن قرابة أربعين سيدة من مختلف المناطق السورية، رفعت شعار “نحن منتجات ولسنا لاجئات” آملة بتغيير الصورة النمطية السلبية التي يتداولها الإعلام عن اللاجئات السوريات في الأردن.


مشروع السيدةالثلاثينية

 

في بداية الحرب اضطرت لارا للخروج مع عائلتها من سوريا متوجهين للأردن “كنا مفكرين كم يوم ورح نرجع ما كنا متخيلين رح نبقى كل هالوقت”. هناك بدأت تعمل في تقديم المساعدات الإغاثية للعائلات السورية اللاجئة، وخلال ذلك لاحظت أهمية تأمين مصادر دخل ثابتة لتلك العائلات، وهنا انطلقت فكرة مشروعها حيث اختارت خمس سيدات تعملن في مجال الخياطة وحياكة الصوف وصناعة الصابون الحلبي، وساعدتهن في تسويق منتجاتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك مطلع العام 2014.

لم يكن هذا العمل سهلاً، فالعديد من التحديات القانونية واللوجستية والإدارية كانت في انتظاره، لكن مشروع السيدة “الثلاثينية” تمكن من الوقوف على قدميه بعد حوالي ثلاثة أعوام، وتحوّل لمؤسسة مرخصة تحمل اسم “Jasmine“، وكانت له حينها العديد من الإنجازات، حيث تم اختياره كأول مؤسسة تديرها سيدة سورية ليوضع على خارطة الأردن السياحية نظراً لمساهمته بدعم السياحة من خلال بيع المنتجات اليدوية، كما أقامت المؤسسة دورات تعليم صناعة الصابون السوري للأجانب بالتعاقد مع شركة Airbnb العالمية.


المرأة قادرة على ترك بصمة

لا تتوقف إنجازات المشروع عند ذلك، فالأهم منها تحويل السيدات العاملات فيه إلى نساء قويات قادرات على تربية أطفالهن وتأمين معيشة أسرهن. “هذه الإنجازات والتأثيرات الإيجابية جعلتنا نشعر بالفخرأولاً، وبأهمية عمل المرأة وقدرتها على ترك بصمة مهمة في المجتمع كالرجل تماماً، وحولتنا إلى ما يشبه أفراد العائلة الذين يتشاركون همومهم وآلامهم فيخففون عن بعضهم البعض وطأة الغرب. 

وعلى الصعيد الشخصي تعتبر لارا بأن مشروع “Jasmine” أثر بها بشكل كبير وتقول” تمكنت من خلاله من معرفة مهاراتي وإمكانياتي وتطويرها لأكون فعالة في المجتمع، وهو ما لم أكن أفكر به بشكل كبير حيث كنت أعمل في مجال المحاسبة ولم أمتلك هدفاً واضحاً لتطوير نفسي.

تتمنى لارا أن تتمكن من نقل مشروعها إلى سوريا يوماً ما. “الحرب غيرتنا وجعلتنا أقوى، ودفعتنا لتحمل مسؤوليات ومهام أصعب، وأثبتنا بأننا قادرات على ذلك. حين سنعود إلى سوريا سنعود أقوى مما كنا عليه”.

“هذه الإنجازات جعلتنا نشعر بأهمية عمل المرأة

وقدرتها على ترك بصمة مهمة في المجتمع”

لارا شاهين