النساء الممكنات اقتصادياً…رحلة حياة بلا خوف

كتابة :
رنيم خلوف

” إذا كان معها راتب بدها تذلني فيه”

“بفضل تكون ست بيت، مابدي ياها موظفة”

“راتبها إلها مابدي تصرف بالبيت ليرة”

 “لأنه معها راتب بدها تتطلق وتخرب بيتها”

هي مفردات تتردد في المجتمعات السورية وإن اختلفت درجة الحديث بها حالياً، بسبب الظرف الاقتصادي للبلاد عموماً، هي معادلة التمكين الاقتصادي للنساء وعلاقتها بالانفصال عن الزوج والاستغناء عن المنزل والأسرة، كيف تنظر السيدات لمعادلة التمكين الاقتصادي للنساء، وكيف ينظر الرجال أيضاً لهذه المعادلة على اختلاف أعمارهم، وهل يمكن لأسرة اليوم أن تستمر دون تمكين اقتصادي لأفرادها؟  بين سطور هذا التقرير وجهات نظر مختلفة وخبيرة نفسية تحسم الجدل.

قصة نجاح!

” مين بيصرف بالبيت أكتر؟”، إنه سؤال تتعرض له المعلمة ” رشا 33 عاماً”، كلما ذهبت زيارة إلى قريتها بريف حمص الغربي، هو السؤال الذي يشير حسب رأيها إلى محاولة للتقليل من شأن زوجها، رشا التي تعمل بعد دوامها في متجر ألبسة لتعين زوجها وأسرتها، تجيب السائلين/ات” كلشي بالنص”، منذ بداية زواجها اتفقت علناً مع زوجها على كل تفاصيل الحياة منها الوضع المادي، من منظور أنها يجب أن تشاركه كل شيء كما تشاركه الحياة، وبالمقابل هو أيضاً، تؤمن رشا بالمساواة ابتداءً من الجلي وإعداد الطعام، وترى أن التمكين الاقتصادي وسيلة لاستمرار الزواج وليس لسهولة الانفصال.

سيدات ورجال!

هي 5 دقائق فقط، كانت كفيلة للحصول على 10 إجابات من سيدات تجمعهن مجموعة نسائية يتحدثن فيها عن همومهن ومشاكلهن، وفيها أيضاً يبعن ويشترين ويحاولن مساعدة بعضهن البعض، بنسبة 100% من الإجابات أكدن على ضرورة التمكين الاقتصادي للنساء، تفاوتت الإجابات والردود حسب أعمارهن، تتحدث ريم هلال 25 عاماً أن “لا أحد يمكن أن يلغي دور الآخر في الأسرة، لكن التمكين الاقتصادي للسيدة يجعلها تتخذ أي قرار دون أن تفكر بهموم السكن، المعيشة، الغلاء”، وتؤكد كارول اليوسف 30 عاماً “أن التفاهم بين المرأة والرجل هو أهم ما يجب أن يكون، وبالضرورة أن تكون المرأة متمكنة اقتصادياً، لأنها ربما تتعرض للعنف من أشخاص آخرين غير الرجل وأسرته، أو أسرتها”، بينما ريم شاكر 36 عاماً تقول” أنه ما يزال هناك نساء تتحمل كل أنواع الإهانات والذل في حال لم تكن علاقتها الزوجية ناجحة حتى إن كانت متمكنة اقتصادياً، وترفض ربط التمكين الاقتصادي بموضوع سهولة الانفصال، بينما جومانة إسكندر 40 عاماً ترى أن التمكين الاقتصادي يساعدها باتخاذ قرار الانفصال إذا كانت هناك أسباب للانفصال دون خوف، أي يساعدها ألا تقبل الإهانة أو البقاء في علاقة  بدافع الحاجة المادية.

وفي هذا الموضوع أيضاً يتحدث المذيع وجيه الجندي، أنه اليوم لا يمكن لأي سيدة إلا أن تكون متمكنة اقتصادياً لتعيش مع أسرتها بسلام، ومنذ زمن تزرع بعض الأسر ببناتها مفهوم أن الشهادة التعليمية سلاح لك في إشارة أنها وسيلة للعمل، وعلى الصعيد الشخصي فهو يفضل أن تكون شريكته متمكنة اقتصادياً، ويوافقه الرأي “العم أبو نور70عاماً من ريف حماه”، أنه اليوم يجب أن تكون كل السيدات لديهن عمل، كمبدأ للحماية لهن ليس فقط من الزوج، ربما من الأولاد عندما يكبرون/يكبرن.

تمكين بعد الطلاق!

إنها عبيدة 40 عاماً من مدينة النبك، أجبرها أهلها على الزواج من رجل لأنها فقط تقدمت في العمر من 16 سنة تماماً، عبيدة التي تعمل في تلميع أحذية الناس في الشوارع تتحدث أن هذا المشروع المتواضع هو من أنقذها مع ابنها بعد أن اتخذت قرار الانفصال عن كل شيء حتى عن أهلها، تقول:

” اشتغلي أي شيء لتعيشي بكرامة”

تتحدث الاختصاصية النفسية هبة موسى لمَوج عن أهمية التمكين النفسي: حتى تنجح أي علاقة لابد أن يكون هناك استقرار اقتصادي متكامل في الأسرة، وفي حال أراد أي طرف الاستغناء عن الآخر يمكن أن يكمل حياته إذا كانت أسباب الانفصال موجبة، وفي موضوع سهولة الانفصال للمرأة المتمكنة اقتصادياً تعلق أن هذا الأمر طبيعي لأنها محققة للاكتفاء المادي فقط، وباقي تفاصيل الموضوع هي تقاليد اجتماعية تسقط تباعاً في كل المجتمعات بسبب ظروف الحرب.

لا إحصائيات رسمية أو إحصائيات من المنظمات عن عدد حالات النساء اللواتي أجبرتهن ظروفهن على البقاء في علاقات زوجية غير سليمة بسبب الضيق المادي، وصعوبة العيش، ولا إحصائيات أيضاً عن قصص نجاح يصدرها الإعلام لدعم التمكين الاقتصادي للنساء لبناء أسر متكاملة، لأن البيوت أسرار وداخل الجدران في أقبية المنازل وتحت أسقفها لا يعلم بأسرار الحياة أحد.

“حتى تنجح أي علاقة لابد أن يكون هناك

استقرار اقتصادي متكامل في الأسرة”

 

هبة موسى